لماذا لن أشتري هاتفًا رائدًا مرة أخرى؟
كان امتلاك أحدث الهواتف الرائدة يبدو ضرورةً مُلحة، حيث يُقدم كل طراز جديد ميزاتٍ ثورية تجعل الأجهزة القديمة تبدو عتيقة الطراز بين عشية وضحاها. ولكن بعد سنوات من مطاردة الترقيات، أدركت أن الهواتف الرائدة لم تعد تستحق ثمنها الباهظ. فمعظم التحسينات أصبحت طفيفة، بينما تتزايد أسعار هذه الأجهزة بشكل كبير.
4. إنفاق أكثر من 1,000 دولار على هاتف لم يعد منطقيًا
كان هناك وقت كان فيه الاستثمار في هاتف رائد أمرًا مُبررًا. لنأخذ iPhone 11 Pro، الذي تم إطلاقه في عام 2019، كمثال. فقد قدم هذا الجهاز الوضع الليلي لتحسين جودة الصور المُلتقطة في الإضاءة المنخفضة بشكل كبير، ونظام كاميرا ثلاثية متعدد الاستخدامات، وعمر بطارية أفضل بكثير. وبالمقارنة مع iPhone X أو iPhone 8، كانت الترقيات لا يمكن إنكارها.
في ذلك الوقت، كانت الهواتف متوسطة المواصافات تعاني من قيود كبيرة. على سبيل المثال، كان هاتف Pixel 3a مزودًا بكاميرا جيدة ولكن كان يعيبه هيكله البلاستيكي، ومعالج قديم، وعدسة خلفية واحدة. إذا كنت ترغب في الحصول على أداء وتصميم وتصوير فوتوغرافي من الدرجة الأولى، فكانت الهواتف الرائدة هي الخيار الوحيد.
نتقدم سريعًا إلى عام 2025، وقد تغير المشهد. يُعد iPhone 16 Pro أحدث جهاز متطور من Apple، لكن ترقياته طفيفة. تحسينات الكاميرا بسيطة، ومكاسب الأداء بالكاد ملحوظة، وعمر البطارية ظل كما هو إلى حد كبير مقارنةً بـ iPhone 15 Pro.
في الوقت نفسه، تتميز الهواتف متوسطة المواصافات مثل Samsung Galaxy A55 الآن بشاشات OLED وكاميرات ممتازة وأداء سلس – وكل ذلك بنصف السعر. لقد ضاقت الفجوة الهائلة بين الهواتف الرائدة والهواتف متوسطة المواصافات بشكل كبير.
3. دورة الترقية فخٌ حقيقي
لسنوات، عوّدَتنا شركات تصنيع الهواتف الذكية على فكرة أن الترقية كل عام أو عامين أمرٌ ضروري. تُغذي شركات الاتصالات هذه العقلية بعروض الاستبدال، وتُضخّم الشركات المصنعة الضجيج الإعلامي من خلال فعاليات الإطلاق الباذخة التي تعد بتطورات ثورية. لكن في الواقع، معظم هذه التحديثات طفيفة وليست جذرية.
في الماضي، كان للترقية معنى. إذا انتقلت من iPhone 8 إلى iPhone X، فستحصل على شاشة OLED، وFace ID، وتصميم جديد أنيق. حتى الترقية من iPhone X إلى 11 Pro كانت تعني عمر بطارية أفضل بشكل ملحوظ ونظام كاميرا أكثر تنوعًا.
أما اليوم، فالاختلافات من عام لآخر ضئيلة للغاية. من الشائع الآن أن تجد مستخدم iPhone 15 Pro يقول إنه لن يشتري iPhone 16 Pro. في الواقع، إذا وُضع iPhone 16 Pro بجوار 14 Pro، فلن يتمكن معظم الناس من التمييز بينهما. معالج أسرع قليلًا وكاميرات أفضل بشكل هامشي لا تُبرر إنفاق 1,000 دولار أخرى. خاصةً مع توفر خيارات أخرى في السوق تُقدم قيمة أفضل مقابل السعر.
2. ميزات مُبالغ فيها نادرًا ما أستخدمها
تمتلئ الهواتف الرائدة بميزات فاخرة، ولكن كم منها يُحسِّن الاستخدام اليومي فعليًا؟ تُقدّم الشركات المصنّعة كل عام ترقيات جذّابة، لكن معظم الناس ما زالوا يستخدمون هواتفهم للأشياء نفسها – المراسلة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والبث، والتقاط الصور.
لنأخذ شاشات 120 هرتز كمثال. على الرغم من أن التمرير يبدو أكثر سلاسة، إلا أن معظم المستخدمين لن يلاحظوا الفرق إلا إذا كانوا يبحثون عنه بنشاط. يبدو تسجيل فيديو 8K مثيرًا للإعجاب، لكن حتى صانعي الأفلام المحترفين نادرًا ما يستخدمونه. فعلى سبيل المثال، تُعد ميزة ProMotion في iPhone 16 Pro مثالًا على هذه التقنية، حيث توفر معدل تحديث متكيف يصل إلى 120 هرتز، مما يُحسّن تجربة التمرير، لكنها تستهلك المزيد من الطاقة.
قد تكون ماسحات LiDAR والاتصال عبر الأقمار الصناعية مفيدة في سيناريوهات متخصصة، لكنها لا تؤثر على استخدام الهاتف اليومي. في المقابل، تُعد هذه التقنيات إضافات مهمة لبعض المستخدمين، مثل استخدام LiDAR في تطبيقات الواقع المعزز.
حتى في المجالات التي تتفوق فيها الهواتف الرائدة، تبدو التحسينات طفيفة. تُعتبر كاميرات iPhone 16 Pro من بين الأفضل في هذا المجال، ولكن في ظروف الإضاءة العادية، يكون الفرق بين صورها وتلك الخاصة بهاتف من الفئة المتوسطة ضئيلًا. ما لم تكن مصورًا محترفًا، فإن كاميرات الفئة المتوسطة أكثر من كافية. مع ذلك، تُقدم الهواتف الرائدة تحكمًا يدويًا أفضل وتُحسِّن جودة الصورة في ظروف الإضاءة المنخفضة.
في مرحلة ما، يتوقف شراء هاتف رائد عن كونه متعلقًا بالمنفعة الفعلية ويصبح أكثر حول دفع ثمن هيبة امتلاك أحدث وأروع هاتف. إذا كان بإمكان الهاتف التعامل مع كل ما أحتاجه بدون الإضافات غير الضرورية، فلماذا يجب أن أنفق ضعف المبلغ على ميزات بالكاد سأستخدمها؟ هذا ينطبق بشكل خاص مع ارتفاع أسعار الهواتف الرائدة في السنوات الأخيرة.
1. الهواتف متوسطة المواصافات توفر الآن كل ما أحتاج![]()
كان اختيار هاتف متوسط المدى يعني سابقًا التضحية بالعديد من الميزات، مثل الأداء البطيء والكاميرات الضعيفة والتصميم البلاستيكي الرخيص. لكن هذا لم يعد هو الحال. فهواتف اليوم متوسطة المواصافات تقدم ميزات تضاهي الهواتف الرائدة بأسعار معقولة. فمع التطور التقني، أصبحت الهواتف متوسطة المواصافات خيارًا مثاليًا للكثيرين.
على سبيل المثال، يأتي هاتف Samsung A55 بشاشة OLED وكاميرا عالية الجودة ودعم برمجي لسنوات، وكل ذلك بأقل من نصف سعر S25 Ultra. الميزات التي كانت حصرية للهواتف الرائدة، مثل مقاومة الماء والشحن السريع، أصبحت الآن شائعة في الأجهزة متوسطة المواصافات. وهذا يجعل المنافسة شديدة بين الشركات المصنعة.
عمر البطارية هو ميزة أخرى غير متوقعة توفرها الأجهزة متوسطة المواصافات. فبدون شاشات عالية معدل التحديث تستهلك الطاقة بشكل كبير أو عمليات خلفية مفرطة، غالبًا ما تدوم الهواتف متوسطة المواصافات لفترة أطول بشحنة واحدة. كما يتحسن الدعم البرمجي بشكل عام، مما يجعل من الممكن الاحتفاظ بهاتف متوسط المدى لمدة 4 أو 5 سنوات دون مواجهة مشاكل. وهذا يوفر على المستخدم تكلفة استبدال الهاتف بشكل متكرر.
في هذه المرحلة، السبب الحقيقي الوحيد لشراء هاتف رائد هو الحصول على الأفضل على الإطلاق. توفر الهواتف متوسطة المواصافات الآن كل ما أحتاجه بتكلفة أقل بكثير، بينما تستمر الهواتف باهظة الثمن في إضافة ميزات نادرًا ما أستخدمها. ما لم يظهر شيء جديد حقًا، لن أشتري هاتفًا رائدًا مرة أخرى. فالهواتف متوسطة المواصافات تلبي احتياجات معظم المستخدمين.